وفقًا للتقارير الصادرة عن إدارة الإعلام و الاتصالات للدورة السادسة و الثلاثين من مهرجان الدولی لأفلام الأطفال و الناشئین، نص الرسالة كما يلي:
أشكر الله على أنني اليوم، شهدت مرة أخرى، إقامة مهرجان الأطفال و الناشئین بشكل رائع. إنه حدث يترك ذكريات عمیقه، مع كل ما فیه من لصعود و هبوط، كان دائمًا مصدر دفء وحماس في سماء السينما في البلاد.
لا شك أن الأطفال و الناشئین هم أكبر و ألمع ثروة في المجتمع و رأس مالنا الوطني، و أن مستقبل هذه الأرض في أيدي هذه الجيل المبدع والمبتكر. إنهم يعيشون في عالم نقي و مليء بالحيوية و النشاط، حيث تتشكل فيه نماذج ملهمة و موحية للمجتمع و الأجيال القادمة. كما أن المجتمع يحتاج دائمًا إلى خيالاتهم النقية لتكتسب ألوانًا جديدة.
لذلك، فإن التخطيط لتمكين، تعزيز و نمو هذه الكنوز المحتملة ضرورة لا يمكن تجنبها. إن النظرة الصادقة إلى هذا العالم الملون ستبشر بعالم جديد.
في هذا السياق، يُعتبر مهرجان الأفلام الدولية للأطفال و الناشئین تكريمًا منطقيًا و ذو معنى لهذه الرؤية. يدخل هذا المهرجان دورته السادسة و الثلاثين بعد أن استطاع عرض مجموعة من القدرات و الإمكانات لسينما الأطفال و الناشین على مدار عدة عقود، و ما زلنا بعيدين عن الوصول إلى النقطة المثالية و المطلوبه.
في السنوات الأخيرة، أولت المؤسسه السينمائية اهتمامًا خاصًا بأفلام الأطفال و الناشئین، ولحسن الحظ، نحن اليوم نشهد آفاقًا واعدة في هذا المجال من حيث زيادة الجمهور و تحسين الاقتصاد. و قد أثبتت هذه النوعية من السينما نجاحًا أكبر في العرض، التسويق و تحقيق العوائد. يُعتبر الحضور الملحوظ لعدد من الأعمال في “الأسواق الوطنية و الدولية” دليلاً قويًا على هذا الادعاء، و نعتبر أن هذا الإنجاز هو نتيجة جهود و تعاون بين القطاعات الحكومية و الخاصة.
يُعتبر مهرجان أفلام الأطفال و الشباب اليوم فرصة ثمينة لاستضافة احتفال بتحليق خيالات الطفولة البعيدة، و صورة نقية و منزهة خالية من العنف لعالم الأطفال و الناشئین، من خلال سحر السينما. و مع ذلك، فإن مجريات الأحداث في المنطقة، تُظهر بوضوح وجهًا مُرًّا و حزينًا من وحشية و عنف النظام الصهيوني، مُجسدًا في شكل إبادة جماعية و قتل لا يُرحم للأطفال و الناشئین الأبرياء في فلسطين و غزة و لبنان.
لا شك أنه لا ينبغي و لا يمكن إغلاق العينين أمام هذه المشاهد المناهضة للإنسانية و الفجائع المؤلمة، لأن رسالة الفن و الفنان تتجلى في مثل هذه اللحظات الحرجة.
سينما اليوم يمكن أن تكون من خلال الاستفادة من الثقافة، الأدب و الحضارة الغنية الإيرانية، أرضية لنمو و تربية أجيال واعية، مؤمنة، شجاعة و متعهدة بالقيم الإنسانية و الوطنية. و يمكن لهذا الحدث الثقافي الراسخ أيضًا، بالاعتماد على تاريخه الطويل و الغني و مكانته الاجتماعية و التاريخية، أن يسهل هذا الطريق لصناع الأفلام و الفنانين.
إقامة هذا المهرجان الذي يترك ذكريات، في مدينة أصفهان، هو نتاج جهود جماعية من مراكز مختلفة، خاصة “بلدية أصفهان” و”مؤسسة فارابي السينمائیه”. و من المناسب أن نتقدم بالشكر و التقدير لجميع الداعمين و الفنانين و العاملين، خاصةً رئیس بلدیة أصفهان المحترم و المدیر النشيط لهذا المهرجان.
كما أعبّر عن حزني العميق لاستشهاد المجاهد الكبير سيد حسن نصرالله و جماعة من نجوم جبهة المقاومة في هذه الأيام، و أقدّم تعازيّ إلى الشعب الإيراني و الشعب الشريف في أصفهان لاستشهاد اللواء عباس نيلفروشان. في هذه الأيام الأخيرة من خدمتي كرئيس للمؤسسه السينمائية، أتمنى كل النجاح المتزايد لهذا الحدث الثقافي المهم في مدينة الفن و الثقافة أصفهان.
محمد خزاعي
مساعد الوزير و رئيس المؤسسه السينمائية في البلاد